نظّمت اليوم 30 أبريل 2015 بالرباط يوما دراسيا حول السياسة الخارجية للمغرب
نحو أفريقيا في موضوع: “ديناميكية الدبلوماسية المغربية تجاه أفريقيا”، وذلك برحاب
كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بمدينة سلا / جامعة محمد الخامس.
وقد أشرف على تنظيم اليوم الدراسي كل من فريق البحث في الدراسات الدولية
والدبلوماسية بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بسلا، ومختبر
الدراسات والأبحاث حول أفريقيا بمعهد الدراسات الأفريقية بالرباط.
وشهدت التظاهرة العلمية حضورا مميّزا من السلك الدبلوماسي المغربي المتمثّل
بوزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، والوزير (السابق) للشؤون
الخارجية والتعاون، ورئيس منظمة المجتمع المدني الدولية لقيم المواطنة والتنمية
والحوار، وممثّلي منظمة الإيسسكو.
كما شهدت الندوة العلمية حضورا مكثّفا من الأساتذة الباحثين في العلاقات
الدولية، والباحثين الشباب في الدبلوماسية المغربية، ورجال الصحافة والأكاديميين..
وحسب المنظمين لليوم الدراسي، يأتي هذا اللقاء العلمي لتسليط الضوء على
الآليات التي اعتمدها “المغرب في دبلوماسيته مع أفريقيا جنوب الصحراء”، ومناقشة
القضايا المرتبطة بالعلاقات المغربية الأفريقية، والبحث عن سبل تجاوز العراقيل
التي تعترض الرباط في علاقتها مع القارة السمراء. كما شكّل “اعتزاز المغرب
بعمقه الأفريقي” محورا أساسيا من محاور الندوة أكّدت عليه الورقة التوصيفية لليوم
الدراسي حول “الدبلوماسية المغربية تجاه أفريقيا”، على اعتبار أن القارة الأفريقية
من الفضاءات التي ارتبطت بها المغرب جغرافيا وتاريخيا وثقافيا وروحيا وسياسيا
واقتصاديا، ممّا مكّنت الدبلوماسية المغربية من الانفتاح على عدد من الدول
الأفريقية.
في كلمته في المناسبة، أكّد وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر
على “امتداد الثقافة المغربية إلى أفريقيا”، ودعا إلى تعزيز العناصر التي تجمع
المغرب بدول أفريقيا جنوب الصحراء. وأفاد أن المغرب يعتبر الوجهة المفضّلة للطلبة
الأفارقة الذين يصل عددهم الآن إلى “13 ألف طالب أفريقي” مسجّل في المؤسسات
التعليمة بالمغرب، من بينهم “8 ألف طالب ممنوح”.
ومن جهته، أشاد الدكتور سعد الدين العثماني/ الوزير السابق للشؤون الخارجية
إلى جهود الجامعة المغربية في اشتغالها بما أسماه “موضوع الساعة”، المتمثّل
بالتعاون المغربي الأفريقي، معتبرا في الوقت نفسه أن “أهمية أفريقيا” بالنسبة
للمغرب لا غبار عليه، وزاد قائلا: “المغرب في علاقته مع أفريقي هو أفريقي”.
المغرب يعتبر الوجهة
المفضّلة للطلبة الأفارقة الذين يصل عددهم الآن إلى “13 ألف طالب أفريقي” مسجّل في
المؤسسات التعليمة بالمغرب، من بينهم “8 ألف طالب ممنوح”.
ويرى أن الرباط في محاولتها لاسترجاع العلاقات الدبلوماسية مع أفريقيا التي
انقطعت منذ انسحاب المغرب من الاتحاد الأفريقي عام 84 “بسبب الحروب الباردة”؛
أثمرت في تراجع عدد كبير من الدول الأفريقية “المعترفة بالجمهورية الصحراوية”
من 35 إلى 18 دولة أفريقيا. وفي معرض حديثه عن العلاقات التجارية بين المغرب
وأفريقيا، أفاد السيد الوزير السابق إلى أن العلاقات الاقتصادية مع أفريقيا ستصل
إلى 20 بالمائة خلال سنة 2019.
وتناولت الندوة في مـحاورها الخمسة، المواضيع
المتّصبة بالدبلوماسية المغربية تجاه أفريقيا في الجوانب الروحية والدينية
والاقتصادية والسياسية، وزّعت جميعها على المشاركين في تسع ورقات قدّمت في اليوم
الدراسي.
الدكتور/ مصطفى الزبّاخ: تجربة ثمان سنوات من العمل الدبلوماسي في جزر القمر
امتازت المداخلة الأولى التي تفضّلت بها الدكتور/ مصطفى الزبّاخ تحت عنوان: “فتوحات الدبلوماسية المغربية في أفريقيا: تجربة شخصية”، بمجموعة من
التجارب الشخصية التي مرّ بها في جزر القمر باعتباره مبعوثا للمنظمة الإسلامية
للتربية والعلوم والثقافة-إيسسكو لتحريك عجلة اللغة العربية وتثنبيت
الأركان الإسلامية في نفوس الشعب القمري المسلم الذي “انقطع عن هويته
الإسلامية منذ نفوذ المستعمر الفرنسي بالمنطقة”.
التمثيلية العربية في
الدولة القمرية غائبة في كل مستوياتها، فلا سفارة ولا قنصلية عربية تتواجد في جزر
القمر.
وخلال هذه التجربة الشخصية لمبعوث الإيسسكو بالدولة القمرية، صرّح الدبلوماسي
المغربي الدكتور مصطفى الزباخ عن الصعوبات التي واجهها خلال أدائه الدبلوماسي
بالمنطقة. ومع كل ذلك، تمكّن من تحقيق مجموعة من الإنجازات المعتبرة في
الدولة القمرية، أهمها:
- أن
استطاع إدخال اللغة العربية والتربية الإسلامية في المدارس القمرية.
- الإسهام
في ترسيخ الهوية الإسلامية في نفوس الشعب القمري المسلم
- عقد
مؤتمرات دولية حول الثقافة الإسلامية بجزر القمر مما ساهم في استرجاع الهوية
الإسلامية لشعوب المنطقة.
- إدخال
البرامج الدينية ضمن أنشطة الإذاعات المحلية..
وفي الأخير أفاد الدبلوماسي المغربي أن التمثيلية العربية في الدولة القمرية
غائبة في كل مستوياتها، فلا سفارة ولا قنصلية عربية تتواجد في جزر القمر.
لوحظ على ندونة
“الدبلوماسية المغربية تجاه أفرييقيا” غياب التمثيلية الأفريقية من السلك
الدبلوماسي والجامعات الأفريقية، والباحثين الأفريقيانيين.
توصيات الندوة
يرى المشاركون في ندوة “الدبلوماسية المغربية تجاه أفريقيا” إلى ضرورة تكثيف
الجهود في تعزيز العلاقات المغربية الأفريقية؛ بتوسيع نفوذ المملكة المغربية إلى
القرن الأفريقي وجنوب أفريقيا.. بتجاوز عائق اللغة الإنجليزية.
وخلص اليوم الدراسي بمجموعة من التوصيات والمقترحات لتعزيز التعاون المغربي
الأفريقي نجملها فيما يلي:
- مراجعة
سياسة الكرسي الشاغر/ الفارغ بانسحاب المغرب من النظام الإقليمي الأفريقي.
- تعزيز
إستراتيجية المملكة المغربية نحو أفريقيا لدعم قدراتها السياسية.
- تدعيم
محور الرباط-انواكشوط-السنغال لتقوية حضور المغرب في أفريقيا.
- محاولة
الانتقال من الحضور إلى الفاعلية عن طريق الدبلوماسية المؤثّرة.
- التدبير
العقلاني لمشاكل أفريقيا ومحاولة انخراط المغرب في حلّها.
- التعاون
مع الدول المعنية بمشكل الهجرة.
- البحث
عن التحالفات الجديدة بالانفتاح على المجالات الأنجلوفونية بأفريقيا.
- تقوية
المصالح القنصلية.
- تشجيع
البحث العلمي.
- متابعة
النخب المتخرّجة من الجامعات المغربية.
- ضرورة
تقييم الأداء الدبلوماسي المغربي نحو أفريقيا.
- وضع بنك
المعلومات حول المغرب وأفريقيا.
- اللجوء
إلى التعاون الثلاثي-الرباعي-الدولي في إطار اتفاقية جنوب-جنوب.
هذا وقد لوحظ على اليوم الدراسي غياب التمثيلية الأفريقية من السلك الدبلوماسي
والجامعات الأفريقية، والباحثين الأفريقيانيين.