A propos

mercredi 30 juillet 2014

لماذا الاهمتمام الأفريقي باللغة العربية؟

بسم الله الرحمن الرحيم
[http://wp.me/p3FOjY-11O لقد نشرنا هذا المقال لأول مرة في موقع "مجمع الأفارقة"، وهو متوفر على هذا الرابط]


في لقاء خاص مع جريدة “التجديد” المغربية، لإعداد ملف شامل حول حركة اللغة العربية في أفريقيا جنوب الصحراء، سألني الصحفي مجموعة من الأسئلة مفادها:
لماذا الاهتمام باللغة العربية؟”، “أليس لديكم لغات تهتمون بها؟”، “وما موقع العربية عند الأفارقة”؟
هي أسئلة لا أشك أنّ الكثير من الأجانب يطرحونها بشكل متواصل، كما أن بعض الأفارقة يطرحون سؤال “لماذا الاهتمام الأفريقي باللغة العربية؟”، لأنها –على حدّ تصورهم- لغة لا ترقى إلى مستوى التقدم المعرفي والتكنولوجي لتحظى على هذا الاقدام الكبير من لدن الأفارقة، ثم إن العربية ليست لغة الأفارقة جنوب الصحراء
فلهؤلاء جميعا أقول: نحن الأفارقة، نهتم بالعربية لأسباب كثيرة، يمكن إجمالها فيما يلي:
ü     الدور الحضاري والتنموي الذي أسهمت به اللغة العربية في صناعة الشخصية الأفريقية يقتضي منا الاهتمام بالعربية لما لعبته من دور فعّال للحفاظ على الهوية الأفريقية حتى صارت من أهم مكوّنات الهوية الأفريقية.
ü     كونها لغة التواصل الأولى لمعظم مناطق القارة لعدة قرون على المستويين الرسمي والشعبي.
ü     جهود علماء القارة في إنتاج المعرفة في شتى الفنون باللغة العربية، يدفعنا إلى الاهتمام بالعربية للعناية بالتراث العربي الإفريقي.
ü     لأن اللغة العربية في أفريقيا، تعد الضمان التاريخي للغات القارة، إذ أخذت كثير من اللغات الأفريقية عناصر مهمّة من العربية.
ü     كما أمدت العربية بعض اللغات الأفريقية بنظامها الكتابي الأوّل قبل الحضور الغربي إلى القارة السمراء، فتبنّت معظم اللغات الإفريقية الحرف العربي في كتاباتها، “فكانوا أول من قاموا بتعريب ألسنتهم “. ويُعتبر الحرفُ العربيُ من أكثر معطيات الحضارة الإسلامية إيجابياً في حيز المنفعة لشعوب غرب أفريقيا حيث فتح لهم الطّريق لاستيعاب أساليب جديدة لحضارتهم التّقليدية أثمرت نشاطاً فكرياً فاعلاً في كثير من أجزاء غرب أفريقيا في ذلك الوقت، وبتعليم الإفريقيين الكتابة العربية انتقل تاريخ غرب أفريقيا من مرحلة الرِّواية الشّفهية إلى مرحلة التّدوين، كما وجدت اللّغات القومية إلى الحرف العربي الأبجدي الحفيظ على تلك الألسن .
ü     اتساع رقعة اللغة العربية في إفريقيا، فهي اللغة الرسمية لتسع دول إفريقية، هي: مصر وليبيا والسودان وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا وتشاد وجيبوتي، ويتم التحدث بها بصورة واسعة في وسط إفريقيا وشرقها، مثل الصومال وإثيوبيا وإريتريا وجمهورية إفريقيا الوسطى وتنزانيا)زنجبار(، وتمثّل اللغة العربية لغة شعائر دينية لأكثر من 430 مليون مسلم في قارة إفريقيا، وتُستخدم اللغة العربية الفصحى في الإعلام والأغراض الرسمية والعالمية والأعمال والسياسة، كما أن معظم الأدب يُكتب بها
هذا وذاك كله، مما يدفعنا في القارة السمراء إلى الاهتمام بالعربية أيما اهتمام، ولا يعني ذلك الإعراض عن اللغات الإفريقية، وإنما الاعتناء بهما معا في سبيل الحفاظ على الهوية الإفريقية. كما أن ذلك لا يعني الابتعاد عن اللغات الرسمية لدول غرب أفريقيا (لغات المستعمر)، لأنها تشكّل اللبنة الأساسية لاندماج الشخص الأفريقي في كل جوانب الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية

بقلم: محمد تفسير بالدي
نزيل المغرب/ الرباط
2 شوال 1435 هـ / 30 يوليو 2014م.